في *"كليلة ودمنة"*، يُقدّم عبد الله بن المقفّع تحفة أدبية خالدة، تُروى فيها الحكم والمواعظ على ألسنة الحيوانات، بأسلوب رمزي بليغ. يتألف الكتاب من مجموعة قصصية تدور حول حيوانات تتحدث وتمثل أدوارًا بشرية، وتهدف كل قصة إلى إيصال حكمة أخلاقية أو سياسية. من خلال شخصيتي الثعلبين كليلة ودمنة، يطرح الكتاب مواضيع مثل الصداقة والخيانة، فن الحكم، الفطنة في تدبير الأمور، وأخلاقيات التعامل مع الآخرين. ترجم ابن المقفّع هذا الأثر من الفارسية إلى العربية في العصر العباسي، وأضاف إليه لمسات أدبية رائعة، جعلت منه أحد أعمدة النثر العربي الكلاسيكي. الكتاب لا يخاطب الأطفال فحسب، بل يقدّم مادة تربوية وفكرية راقية للكبار أيضًا، بفضل عمق رموزه وثراء معانيه.